“مورقٌ هذا الشجر!” بقلم إمز سليمان
قلت لنفسي و واصلت المسير. “هكذا هو الشتاء هنا في هذه المدينة البعيدة”
تثاقلت خطواتي وأنا أرقبُ المارة، توقفت تمامًا وأنا أحملق في حقيبةِ أحدهم الجلدية وعلى وجهي ابتسامةٌ عريضة! -في مدينتي الأم ومرتع صباي توقفت في قارعة الطريق ذات مرةٍ وأنا أحملق في حقيبةِ أحدهم ذات المنقوشات التاريخية وعلى فمي ذات الابتسامة إلى أن صرخت فيَّ إحداهنَّ ألا أتسمر مكاني – لست أدري ما سر انجذابي للحقائب الجلدية!
مدينتي الأم! مؤسفٌ وموجعٌ ما يحدث فيها الآن، مخيفٌ أيضًا ومقلقٌ للغاية.
الشتاءُ هنا يشبهُ الخريفَ هناك في اخضرارِ الشجر، لكن لا شيء يشبه مدينتي تلك! رغمًا عن كل شيء؛ رائحةُ المطرِ حين هطولهِ، تلك النسماتُ اللطيفةِ الباردةِ فورَ انتهاءِ سقوطِ آخرِ قطرة! رائحةُ القهوة والبخور، ضحك الأطفال في الأزقة ومن داخل البيوت.
يقتلعني صوت القطار من كل هذا الحنين ويرجعني إلى هذي المدينةِ الباردةِ الممطرةِ في شتاءٍ يزورها في أيلول من كل عامٍ!
أواصل المسير ولازالت على وجهي ابتسامةٌ بفعل زخم الذكريات
Like
Comment
Send