Search for:
  • Home/
  • أعمدة/
  • قحت تجتاز القوى السياسية 0/1 ! بقلم سليمان السويكتابي

قحت تجتاز القوى السياسية 0/1 ! بقلم سليمان السويكتابي

قحت تجتاز القوى السياسية 0/1 !

أنصار الكتلة الديمقراطية (الموازة) حزموا أمتعتهم ليدخلوا حلبة صراع ما بعد الحرب، وبعد ان تلطخت سمعتهم بتأييدهم للانقلاب والدفاع عن الانقالبيين والإنخراط معهم في العمل المشترك، ليجعلوا من الحراك المسلح واتفاق جوبا مغرما ومطية للنهب (المصلح) وهم في سدة الحكم….
الآن وبعد فشلهم وفشل من احتموا بهم وبعد أن ضعف الطالب منهم والمطلوب، انصرفوا لممارسة النفاق السياسي، في محاولة أخرى مكشوفة لمجاراة قحت المركزي، التي ظلت تمارس ضغطا على النظام الانقلابي والانقلابيين ومعاونيهم ودعاة الحرب ، مطالبة بوقف الحرب التي أوقد نارها الفلول، ومنحوها القدسية الوطنية وجرموا كل من رفضها، لدرجة أن استحل شيخهم، من على قمة الأناضول، دم عضوية قحت المركزي دون الكتلة الديمقراطية، ثم أمعنوا في أدلجتها وأخيرا قبلنتها، امعانا في هدم المعبد بمن فيه، طالما شكل ذلك أمل عودتهم الاخير ، وقارب نجاتهم الأوحد من المحاسبة القانونية وتجريدهم من مدخرات التمكين، فارتضوا تقسيم الدولة ليحكموا أي ركن من اركانها ولو من على أحد أرصفة المالح، علها تخفيهم من مطاردة محاكمات الداخل والمحاكم الدولية، هناك حيث سهولة الهروب بالقوارب المشبوهة…
بينما ظلت قحت تتجول في كل العواصم بغرض تطويق مصاصي الدماء وكشف أغراضهم الدنيئة من الحرب وحقيقة تبنيهم لمعارك الإبادة، فحقق مسعاهم نجاحا كبيرا..
طفقت إثره قحت (الحمل الصيني) المساة تجاوزا بالكتلة الديمقراطية ومعها بعض النكرات من (تمومة الجرتق) بعد أن نفضوا أيدهم جميعا من الانقلاب الفاشل، ومن الحرب العبثية الدائرة، وبعد ان دبت الغيرة السياسية في نفوسهم المريضة، المتصابية للمناصب، وهم يحسبون أن كل صيحة عليهم، جاهلين أن قطار الثورة قد تجاوزهم جميعا بمحطات بعيدة، حيث احتضنت كل عواصم الاقليم والعواصم الأوربية، قحتا المركزي وأشرعت لها قاعاتها لإدارة حواراتها والقاء محاضراتها وعقد مؤتمراتها الناجحة، فمنحتها بذلك اعترافا وشرعية مستحقة، باعتبارها ممثلا شرعيا للثورة، فطفق اقزام السياسة في التسلل رويدا رويدا من جخانين عمالتهم وارتزاقهم مدعين نفض ايديهم من تجارة الموز الخاسرة، بعد ان حاولوا من قبل ومن بعد، جهدهم، وضع كل ما ملكت أيديهم من عراقيل أمام محاولات قحت المركزي لإحداث التحول المدني الديمقراطي.. ابتدر ملوك النفاق السياسي اجتماعهم بالقاهرة مزامنة مع اجتماع قحت المركزي، كمن شيد مسجدا للضرار، إلا أنه ولسوء حظهم لم يلق مؤتمرهم حظه من النجاح ولا حتى الرواج الاعلامي..
حيث لم يتجاوز مدى مؤتمر الضرار اعلاميا سقف الحجرة التي عقد بها، على عكس مؤتمر قحت المركزي الذي وجد حظه وصداه من البث الاعلامي الواسع، وصادف قبولا اقليميا ودوليا كبيرا…
شرعت الكتلة الديمقراطية وأذنابها مجددا ، ومجاراة لنفس خط قحت المركزي وقع الحافر على الحافر، في توسيع نطاق جولات الضرار وليتهم قبعوا في جخانينهم، حتى تأتيهم حيتانهم شرعا دون جهد، لأنهم ابتدروا جولاتهم ملغومة الأغراض من أضعف المحطات الاقليمية
على الاطلاق (ارتريا) بعد ان فشلوا في تسويق بضاعتهم في الأسواق العربية والعالمية الحرة…وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون..
فإرتريا هي دولة منبوذة اقليميا ودوليا ولا يتجاوز أثر سياساتها عاصمتها أسمرا المعزولة…
أما قحت المركزي فقد عبرت سياسيا، وتربعت في عرش السياسة السودانية ونالت الاعتراف المستحق عربيا وافريقيا ودوليا ومن قبله داخليا…
لتترك كل القوى السياسية الأخرى من خلفها في دكة المتفرجين، مستمتعة بقيادة اللعب السياسي النظيف وانتاج المبادرات الحية وخلق كل فرص الحلول الممكنة…
علما بأن كل قوى الثورة الأخرى ظلت حائرة وعاجزة تماما عن انتاح اي فكرة للخروج من مآزق العسكر وحربهم العبثية، مكتفية بالادانات الخجولة للحرب وآثارها، تاركة لفلول النظام وأتباعهم الحبل على القارب ليتلاعبوا بمصير الأمة كيفما شاءوا.. وحتى ما بقي من لجان المقاومة نجدها وقد اكتفت بتضميد الجراح، وقيادة حملات التبرع بالدم، وإيصال المرضى للمستشفيات، رغم تقديرنا للمهمة، لكن ذلك كله لا يوقف حربا ولا يردع نظاما أغواه التيه في سكة تحقيق أحلام الآباء…
وحتى أصحاب مدرسة الهبوط (الخشن) من الجذريين القابعين تحت مملكة النقد القح، عجزوا عن ابتداع أي مبادرة لحل الأزمة واكتفوا باصدار البيانات المتباعدة التي لا تجد من القراء الا بعض انفسهم..وما ذلك إلا لأنهم ارتضوا لأنفسهم ان يعيشوا على أحلام جمهوربة افلاطون الاشتراكية، التي، تعوذها معاول البراغماتية اللازمة لتغيير الواقع، إذ لا مكان لأفكارهم الا في يوتوبيا خيالاتهم..
فارتضوا بذلك أن يعيشوا دهرهم معارضين للكل..
وهكذا يستوي من الناحية العملية، من يحلم بمدينة فاضلة، لا وجود لها إلا في الخيال، ومن يدغدغ خياله صدى أحلام أبيه مستحيلة التحقيق…
هنيئا قحت المركزي ممثلا شرعيا لثورة ديسمبر المجيدة وهنيئا للثوار باقتراب ساعة النصر…!

Leave A Comment

All fields marked with an asterisk (*) are required