Search for:

نغمات من ألحان الشفاء

مهندس الوليد بابكر فضل

☆نغمات من ألحان الشفاء☆

من تباريح تملكتني ذات صباح
وتصاوير المدى الممهورة بالخفاء
بذواكرٍ ضبابِّية برغم شعاعات الأِصباح
تتسرب لحظات مضت من بين أصابعي … وتتدثر بإباءٍ …
تبتعد من أمامي وتأتيني من الوراء
وتحيطني من كل الأنحاء
تتبسم … تتناثر على صروحها
قُصَاصَاتٍ عجلى … تترقب … تهمهم
تترنم بكلمات صدقٍ أو محض هراء
تتقاطر من جنبات الصخر الأَصمِّ الرافض النُّطق بحروفٍ تمتدحها أو حتى بِهِجَاء
وتلتف كالصِّمت بهدوء
وصدىً يُرَدِّدُ ويكرر نداءآتي لكل الأسماء …

وشعاعات تشق مسارباً مابين سحابات عجلى ونجيمات الرجاء …
ورجاءات الرجاء
مابين نسائم تتهادى وتتمادى همساً
وبين عواصف هوجاء

ونسيمات خجلى ترافقها تصاريف القضاء
تومئ بطرفها و توحي بإشاراتٍ … حيث تتهاتف نداءاتٍ وأصواتٍ آمرة … ناهية … توقف بين جنبات الرؤى تعاقب كل الفصول وتُبقِي الشتاء

يُهيمِنُ الشِّتاء إلى حين … ويتربع على كل الأشياء
وبياضٌ كوني … يسيطر
يتمدد … ويمتد معانقاً خطَّ الإستواء
بدون فواصل
وبدون إنتهاء

حتى إذا عاندت الشمس
ونزعت ثوب لياليها
لتكرر شروقها المألوف
وتنشر تباشير الأضواء
وتلملم أطراف الظلام
من كل الأنحاء
تُبَدِّدِهُ … تغسل تقاسيمه المرهقة
وتسقيه حليباً من شرايين الأثداء
تُهدهِدُه … تمسح بحنان عن جبينه
كُلَّ تجاعيد الشقاء
وتُودِعٌ بين مفاصله سِر الحياة
وتُنهِض همم الدواخل
وتجمع من تجاويف الأوهام
كل الوَّهن الممهور بالدِّماء
تستبدله بهمم وبدعاءٍ ورجاءٍ
وتستقويه بماضٍ ليس ببعيد
نبتٌ بذوره أصولها … طهرٌ ونقاء
حيث النُّطفَة طهرٌ ونقاء
وأصل الأصل طهرٌ ونقاء
قبل تَعَلِّقُهَا بدهشةٍ بين الأحشاء
ودفأ الأرحام رغم ظلماتٍ …تحدوها من بين الظُّلمات
وتحتويها بمائها (الأمنيوسي)
وبملح الأرحام
وتغوص بها في لُجِّ … الظلمات
وبين ذرَّات الهواء
حين تستقبل ميلادها
وعناوين الرجاء
ونور من السماوات
وتباشير صباحات تحملها … بشريات الإصباح
تلوح وتتجَّلى … بنقاء
وتهدي لجميع الأسقام
روعة ألحان الشفاء
وتهديها رجاءاتها ودعواتها
بسلام وأمان يلازمها على طول الأزمان … ويَعُمَّ في الوطن كل الأرجاء

وتبقى تدرجات الوَّجد … الحَيرى بين طلاسمٌ من الشِّعر وأَهازيج غناء

Leave A Comment

All fields marked with an asterisk (*) are required